السؤال:
كيف نوفق بين قول النبي صلى الله عليه واله وسلم
(إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه)
وقول الله تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
الجواب
لا تعارض بين الحديث المذكور وبين قول الله تبارك وتعالى : (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وذلك من جهتين:
الأولى:
أن الحديث لم يصح بهذا اللفظ وقد أنكرته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي اللَّه تعالى عنها.
فحين ذُكر لها أن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي– قالت أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، أما إنه لم يكذب، ولكنه نسي، أو أخطأ، إنما مر رسول الله –صلى الله عليه وسلم– بيهودية يبكي عليها أهلها، فقال: “إنهم ليبكون عليها، وإنها لتعذب في قبرها”.
قال سيدي الإمام الشافعي رضي اللَّه عنه: فما روته عائشة وذهبت إليه: أشبه بدلالة الكتاب ثم السنة، قال الله عز وجل: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [النجم: ٣٨]. وقال: {لتجزى كل نفس بما تسعى} [طه: ١٥]…
[التمهيد 11/ 122]
الثانية:
لو صح لفظ الحديث فليس على ظاهره عند العلماء.
قال الامام النووي رحمه الله:“وأما الأحاديث الصحيحة: أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، فليست على ظاهرها وإطلاقها، بل هي مؤولة.
واختلف العلماء في تأويلها على أقوال: أظهرها – والله أعلم – أنها محمولة على أن يكون له سبب في البكاء، إما بأن يكون أوصاهم به، أو غير ذلك..
[الأذكار للنووي 268]
نفع الله بعلومكم وأخلاقكم الأمّة ، وعجّل بآثار بذلكم في العلم والأخلاق والعمل ، فرجاً وصلاحاً وهداية إلى الحق 🙏🌺