تخطى إلى المحتوى

ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من المشاجرة

ملخص الحكم في ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم

قال القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني رحمه الله (ت402هـ):

” ويجب أن يعلم: أن ما جرى بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم من المشاجرة نكف عنه ونترحم على الجميع ونثني عليهم ونسأل الله تعالى لهم الرضوان والأمان والفوز والجنان، ونعتقد أن علياً عليه السلام أصاب فيما فعل وله أجران، وأن الصحابة رضي الله عنهم ان ما صدر منهم كان باجتهاد فلهم الأجر ولا يفسقون ولا يبدعون، والدليل عليه قوله تعالى: ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)) [الفتح: 18] وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر)). فإذا كان الحاكم في وقتنا له أجران على اجتهاده، فما ظنك باجتهاد من رضي الله عنهم ورضوا عنه، ويدل على صحة هذا القول: قوله صلى الله عليه وسلم للحسن عليه السلام: ” إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين” . فأثبت العظم لكل واحدة من الطائفتين وحكم لهم بصحة الإسلام.

[كتاب “الانصاف فيما يجب اعتقاده” للباقلاني ص67]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *