قال الحافظ الأصبهاني رحمه الله (430 هـ) في مقدمة [حلية الأوليـاء]:” فقد استعنت بالله على جمع كتاب يتضمّن أسامي جماعة وبعض أحاديثهم وكلامهم، من أعلام المحققين من المتصوفة وأئمتهم، وترتيب طبقاتهم من النّسّاك ومحجتهم، من قرن الصّحابة والتابعين وتابعيهم ومن بعدهـم، ممن عرف الأدلة وباشر الأحوال والطرائق، وساكن الرياض والحدائق، وفارق العوارض والعلائق، وتبرأ من المتنطعين والمتعمقين، ومن أهـل الدعاوى من المتسوفين، ومِن الكسالى والمتثبطين؛ المتشبهين بهـم في اللباس والمقال، والمخالفين لهم في العقيدة والفعـال. وذلك لما بلغك من بسط لسننا ولسان أهل الفقه والآثار، في كل القطر والأمصار، في المنتسبين إليهم من الفسقة الفجار ، والمباحية والحلولية الكفار.
وليس ما حلَّ بالكَذَبَة من الوقيعة والإنكار، بقادحٍ في منقبة البَررة الأخيار، وواضع من درجة الصفوة الأبرار، بل في إظهار البـراءة من الكذابين، والنكيـر على الخونة الباطلين: نزاهة للصادقين، ورفعة للمتحققين”اهـ