السؤال:
ما حكم إفراد السبت بالصيام وهل يختلف الحكم إذا وافق عرفة أو عاشوراء ؟
الجواب:
يختلف الحكم فيما إذا كان الصوم نفلاً مطلقاً أو كان مقيداً كصوم يوم عرفة أو عاشوراء ونحوهما: فالنفل المطلق يكره إفراده بالصوم أما في المقيد فلا يكره وقد جاء في الحديث عن عبدالله بن بسر عن أخته أن النبي ﷺ قال :”لاتصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنبة او عود شجرة فليمضغه” . أخرجه ابو داود برقم:[2421](باب: النهي أن يخص يوم السبت بصوم) . والترمذي برقم:[744] وقال :”هذا حديث حسن”.
وصححه الحاكم وابن السكن والنووي وغيرهم من أئمة الحديث رحمهم الله تعالى.
والحديث دال على: كراهة إفراد السبت بالصيام : وهو المعتمد عند المذاهب الأربعة، قال الوزير ابن هبيرة :”واتفقوا على أنه يكره إفراد الجمعة أو السبت بصوم إلا أن يوافق عادة” [1 /256]
لما في تخصيصه من مشابهة باليهود، صرح بهذه العلة بعض الفقهاء رحمهم الله تعالى قال الكاساني الحنفي رحمه الله في:[ بدائع الصنائع 2/ 79]: “ويكره صوم يوم السبت بانفراده لأنه تشبه باليهود”
فائدة:
وفي قوله صلى الله عليه وسلم :”إلا فيما افترض عليكم” استثناء من النهي ولا يختص بالفرض، ولذلك قال الطيبي رحمه الله تعالى :”والنهي فيهما-الجمعة والسبت- للتنزيه عند الجمهور، وما افترض يتناول المكتوب والمنذور وقضاء الفوائت وصوم الكفارة، وفي معناه ما وافق سنة مؤكدة كعرفة وعاشوراء أو وافق ورداً..” نقله عنه صاحب تحفة الأحوذي [3 /372]
قال المناوي رحمه الله تعالى:” نعم إن وافق ذلك سنة مؤكدة كما إذا كان يوم عرفة أو عاشوراء فيتأكد صومه” فيض القدير[4/ 230] .
وقال الإمام الرملي الشافعي رحمه الله: “يكره إفراد السبت بالصوم… ومحله إذا لم يوافق إفراد كل يوم من الأيام الثلاثة عادة له، وإلا: كأن كان يصوم يوما ويفطر يوما، أو يصوم عاشوراء، أو عرفة، فوافق يوم صومه: فلا كراهة، كما في صوم يوم الشك. ذكره في المجموع, وهو ظاهر، ” نهاية المحتاج” (3/209)
وقال البهوتي رحمه الله تعالى:”(وَ) يُكْرَهُ تَعَمُّدُ (إفْرَادِ يَوْمِ السَّبْتِ) بِصَوْمٍ … (إلَّا أَنْ يُوَافِقَ) يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَوْ السَّبْتِ (عَادَةً) كَأَنْ وَافَقَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَكَانَ عَادَتَهُ صَوْمُهُمَا فَلَا كَرَاهَةَ؛ لِأَنَّ الْعَادَةَ لَهَا تَأْثِيرٌ فِي ذَلِكَ”.كشاف القناع عن متن الإقناع [2 /341]
تنبيه:
وأما القول بتحريم صوم يوم السبت ولو وافق عرفة أو عاشوراء فهو قول شاذ لم يرد عن السلف الصالح رحمهم الله تعالى