ما معنى قول الله تعالى:”وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا… ” في سورة يوسف؟
الفهد
الجواب:
هذه الآية الكريمة حوت جزأين، فالأول: الفعل المضاف إلى امرأة العزيز وهو قوله تعالى:”وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ” والشأن فيه واضح، إذ إنها أرادت منه أن يواقعها حيث أصابتها الفتنة فيه:”قد شَغفَهَا حُبََاً”.
وأما الجزء الثاني: وهو الفعل المضاف إليه عليه السلام :”وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ” فقد تباينت أقوال المفسرين في ذلك .
وقبل ذلك أقول: هذه الآية الكريمة ينبغي أن لا يكون النظر إليها بمعزل عن النظر للنصوص الأخرى التي تقضي بعصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فعصمة الأنبياء عليهم السلام عن الفواحش أمر معلوم من الدين بالضرورة.
ولعل أقرب الأقوال في هذه الآية الكريمة أن يقال: إنه لو لم يكن معصوماً لهمَّ بها كما همت به، ولذا يجب الوقف عند قوله :”وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ” ثم يبتدئ القراءة بما بعدها :”وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ” أي أنه عليه السلام كان سيهمُّ بها لولا أن الله تعالى كتب له العصمةَ وهي برهان ربه تعالى له.
كقوله تعالى :”وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ” فما كان سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليركن إليهم بفضل عصمة الله تعالى له ، مع إغراء كفار قريش وما قالوه لثنيه عليه الصلاة والسلام وقد أشار إلى هذا المعنى جمع من المفسرين كأبي حيان والرازي رحمهما الله تعالى وغيرهما .
والله الموفق