الحمد لله الذي جعل أمَّتنا خير الأمم، وصلى الله على سيدنا رسول الله محمد وآله وخلفائه وورثته وسلَّم.
وبعد: فإن مما ميز الله تعالى به أمتنا على سائر الأمم:الألفة،والوِحدة بالاجتماع، مصداق قول سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم:{المؤمن للمؤمن كالبنيان: يشدّ بعضُه بعضاً}،وقوله صلى الله عليه وسلم :{ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم مثل الجسد: إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسَّهر والحمّى }.
فعلى أفراد الأمة جميعاً خاصة في زماننا هذا:
الاجتماع على مبادئ نصر الدين ونشره، ونشر مبادئ الألفة والاجتماع.
وعليهم أن يجردوا الخلافات المذهبية مهما كانت عن استباحة الحرمة من المسلم الحق في نظر الجميع وإن كان أحدهم في نظر الآخر فاسقاً أو ما سواه ، ويجعلوها محل نظر وبحث يناظر بعضهم بعضاً فيما لديه لاستبانة الحق بعيداً عن التعصب المذهبي والطائفي .
وإن من البلاء العظيم والمحنة الكبرى ما نجده من فرقة وشتات سعى له أعداء الأمة حتى يقطعوها عن مسارها ويضعفوا عزمتها في نشر دينها وأخلاقها .
إن المصاب الجلل أن يستحل المسلم دم أخيه المسلم وماله بشبهة لم يتحققها وفق أصول العلم والديانة إن الفكر الدموي ليس من دين الله تعالى ولا من أخلاق المسلمين إلا حين يُعتدى عليهم شريعة خالدة من لدن حكيم عليم ، وما تلكم الفتن التي عصفت ببعض الدول الإسلامية إلا نتاج جهل مركب بشريعة الله تعالى وركون لفتاوى شاذة تكفيرية مبنية على العنف مع المخالف في أدنى مسائل العلم فضلاً عن أصوله .
هذا نداءيرفعه كل عاقل غيور لأبناء الأمة بالوحدة والألفة والاجتماع على أصول الدين ونبذ الخلاف والفرقة والاجتماع ضد العدو الذي يتربص بالأمة وخيراتها وإن كان من اختلاف يسوغ فليبسط على طاولة النقاش بعيداً عن العنف واستحلال الدماء والأموال
والله تعالى أسأل أن يصل هذا النداء لكل عاقل يحكم عقله قبل عواطفه وأن يبرم لهذه الأمةأمر رشد يعز به أهل الإيمان ويذل به أهل الكفر والطغيان.
والحمد لله رب العالمين