تخطى إلى المحتوى

شم البخور والتدخين هل يفطر بها الصائم؟

السؤال:

هل البخور يفطر الصائم ؟ وما الفرق بينه وبين الدخان في التفطير؟

محبكم / سعيد 

الجواب :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين       أما بعد :

فهذه المسألة من المسائل التي تحتاج لتفصيل مهم: وهو التفريق بين مجرد شمِّ البخور وبين إيصال الدخان إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف، فأما مجرد الشم فلا يفطر بغير خلاف .

وأما إيصال دخان البخور إلى الجوف ففيه خلاف بين العلماء رحمهم الله تعالى فرأى بعض المالكية والحنابلة أنه يفطر

ففي حاشية الشرح الكبير للدسوقي المالكي :” (و) بترك إيصال (بخور) بفتح الباء أي الدخان المتصاعد من حرق نحو العود، ومثله بخار القدر فمتى وصل للحلق أوجب القضاء، ومنه الدخان الذي يشرب أي يمص بالقصب ونحوه فإنه يصل للحلق بل للجوف، بخلاف شم رائحة البخور ونحوه من غير أن يدخل الدخان للحلق فلا يفطر”أ.هـ

[الشرح الكبير للدردير 1 /525]

وقال الرحيباني الحنبلي :”من ابتلع الدخان وهو قاصد أفطر ومنه البخور . [مطالب أولي النهى 5 /378]

وقال بعض العلماء لا يفطر به الصائم ولو تعمد وصوله إلى جوفه واختاره كثير من الشافعية قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله تعالى:” وصول الدخان الذي فيه رائحة البخور أو غيره إلى الجوف لا يفطر به ، وإن تعمد فتح فيه لأجل ذلك وهو ظاهر وبه أفتى الشمس البرماوي لما تقرر أنها ليست عينا أي : عرفاً…”أ.هـ[تحفة المحتاج 12/310]

وكرهه بعض العلماء دون أن يحكموا بالتفطير وقد اختاره ابن لبابة المالكي كما نقله عنه صاحب التاج والإكليل 3/226]

والظاهر والله تعالى أعلم أنه لا يفطر لأنه ليس له جرم ولا يعد عيناً في العرف .

أما شرب الدخان المعروف اليوم فهو محرم من حيث الحكم الشرعي، وهو في الصيام من المفطِّرات حتى عند أكثر من يرى عدم التفطير بالبخور قصداً ففي حاشية الشرواني الشافعي رحمه الله :”وقد نقل عن شيخنا الزيادي أنه كان يفتي بذلك-يعني بعدم التفطير- أولاً ثم عرض عليه بعض تلامذته قصبة مما يشرب فيه وكسرها بين يديه وأراه ما تجمد من أثر الدخان فيها وقال له: هذا عين فرجع عن ذلك،وقال حيث كان عيناً يفطر”أ.هـ

حاشية الشرواني 3 /401

وفي الحقيقة ما يصل إلى دماغ المدخن يحيله لأن يكون جرماً يفطر به.

والله تعالى أعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *